الثلاثاء، 20 يناير 2009

مستــــــوصف الرعــــــاية السياسية


مستــــــوصف الرعــــــاية السياسية


تطل علينا من وقت لآخر بعض الإعلانات الصحية والتي دائمــآ يصاحبها التأكيد علي نوال الشفاء من كل الأمراض اللي علي سطح الكرة الأرضية , بل يمتد الأمــر أحيانآ ويتدخل في التحكم في الوزن بالزيادة والنقصان ,, و أيضآ يتدخل المعالج في الإعلان في توجيه إحتياجات الجسم البشري بإعطــــاءه المزيد من الفيتامينات المخصوصة والمخصصة لكل داء أو نقص في الأداء الجسمي ,, تخيلت مع هذه الإعلانات بأن السياسة في المنطقة العربية عبارة عن شخص , بني آدم يعني , وهذا الشخص يقوم بزيارة إلي هذا المستوصف العالمي الإعجازي والذي يملك من الإمكانيات مالا يملكه أي مستوصف غيره ,, ويملك أيضآ الأنواع المختلفة للعلاج المتطور , ده الإعلان بيقول كده !!! فمـاذا يكون الحال عندما يقف هذا الشخص المريض أمـام الطبيب المعالج , ماذا يفكر هذا الطبيب وعلي أي نحـو سيفكر ؟؟ مالذي يتبادر إلي ذهن هذا الطبيب عند رؤيته لهذا الشخص المريض ؟؟ أنا شخصيآ أعتقد إنه سيحتاج إلي كونسولتو !!! سيحتاج إلي مجموعة من الأطباء وعلي درجة عالية وكفاءة أعلي , مش زي بتوع القصر العيني , ده وحش ماتشربشي من عنده ,,, واخد بالك إنت ياعم إبراهيم ؟؟؟؟؟


أقصد أطباء مخلصين لمهنتهم المقدسة حتي يصلوا بعلاجهم للمريض إلي نتيجة طيبة وصحية سليمة ... أمـــا بعـــد ,,,,,


نري من خلال تعامل الكونسولتو وبعد الفحص الدقيق والتفعيص والتمحيص والسؤال عن خلفيات الأمراض المتمركزة في جسم هذا المريض إنهم يلقون باللوم علي أهـــل المريض هذا لإهمالهم له , صحيآ ومعنويآ وتربويآ , حتي وصلت حالته الصحية إلي هذا الحد المتردي ,, إن التعامل مع مثل هذه الشخصية لــه قواعد و أصول موجوده في العالم كله إلا في هذه المنظقة أو الأسرة المهملة كما وصفها الاطباء والمحللون , فهذا المريض يحتاج إلي كثير من العمليات الجراحية لــــبتر الكثير والكثير من الأعضاء الفاسدة في تكوينه , يحتاج إلي الكثير من العلاج والذي قـــد يصلح من كفــاءة هذا الجسد الأقرب إلي الجثة منه إلي جسد حــي !!! فجــاء تشخيص الأطباء والمحللون صـــدمة لأهل المريض وإن كان العالم كله يتوسم خيرآ في شخصية المريض عندنا , ولكن الأمراض التي تسكن جسد هذا المريض قد خيبت كل الآمــال , خالفت كل التوقعات والتكهنات , فإن حالته الصحية للاسف الشديد وعلي مــدي أعوام طويلة ومنذ نشأته لم يصلح معه أي نوع من أنواع العلاج لأن الذين يقومون برعاية هذا المريض قد أهملوه جـــدآ وقد جعلوا إهتمامهم بأشياء أخري متناسين إنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم ,, وليسوا هم الوحيدين الذين يقومون برعاية مثل هذه الشخصية , العالم أيضآ عندهم أبناء ويقومون برعايتها بكل جدية ,, ففي العالم المتحضر يقومون برعاية شخص السياسة كما ينبغي أن يراعي !!! ويحترمونها جدآ جدآ , لأنه يعتبر الواجهة التي ينظر العالم كله إليها , لكن المريض عندنا يرثي لحــاله , بل أحيانآ يستعطي الثنـــــاء عليه ولو علي حساب أناس ليس لهم في أمر مرضه أي يد !!!


وهنـــا إجتمع الكونسولتو لإتخاذ قــرار بإجراء جراحة عاجلة في قلب هذا المريض لتدب الحياة في أوصاله من جديد وتجري الدماء في الشرايين كالمعتاد , ولو إنه لم يمر يوم بدون مشاكل صحية ,, وقد قرر الكونسولتو هذا عندما شاهدوا الحالة المتردية لشخص السياسة , وعند بدء أول عملية جراحية لإصلاح ما افسده الزمن و أفسدته الظروف وعوامل كثيرة أخري تدخلت وساعدت علي إفساده , وجد أن الجسم أصابته إنتكاسة فظيعة وخطيرة كادت تؤدي بحياته بينما هو أقرب في الحقيقة إلي ذلك , إلي الموت ,,, فهذه الإنتكاسة كانت نتيجة لعوامل داخلية كثيرة والمعتاد أن تكون عوامل خارجية , ولكن من شب علي شئ شاب عليه !!! فهذا الشخص قد تربي وترعرع وسط أسرة دون المستوي ليس لها أخلاق وليس لها مبادئ وليس بين أعضائها أي نوع من أنواع الحـــب !! فمثل هذه الأســــر لاتبالي ولاتهتـــم بأبنائها ,, فكيف لها أن يكـــبر هذا الفتي السياسة وسط هذه البيئة وهذه الظروف البيئية الصحية السيئة ؟؟ كيف ينمــو وسط هذا الكم الهائل من الأفكار المحمومة والمسمومة أيضآ ؟؟؟ وليتها أفكار مفيدة وصحية , بل علي العكس هي أفكار تدمر ماتبقي من أي أمل في الإصلاح , و أصبحت هذه الأفكار المسمومة تجري مجري الدم في شخص السياسة وكانت السبب في وصوله إلي هذه الحالة الصحية السيئة جدآ !! لم يعد يكسب عطف أحــد , ولم يكسب إحترام أحــد أيضآ ,, لأن تصرفاته كانت غير حكيمة , وإنصياعه للظروف البيئية المحيطة بـــه , فــلا بد من تطهير جســده أولآ لابد من بنـــاء جسده من الداخل أولآ وبعد ذلك الإنتقال إلي الوجــه الخارجي لــه ,, من ثـــم يكون هناك بادرة أمـــل في إستعــادة صحتــه ... لكــن إصــرار أهلــــه علي تغذيتـــه من غـــذائها الفاسد والذي مضي عليه أربعة عشر قرنآ من الزمان ,, سيجعل منه غـــذاء فاسد وسيصبح الجسد مسمم وفاسد أيضآ ,, وطالما يعتقد الأهل أن هذا الغـــذاء هو الأفضل وهو الأكثر فائدة لــه بالرغم من التدمير الكلي لصحته ,, وكلما يتقدم بــه العمــر تزداد حالته سوءآ ,, فكان لابد وأن شخص السياسة يرفض هذا الغــذاء الغير مفيــد والمسمم ,,, لأن شخص السياسة أصبح جسده نحيلآ ومعتلآ وغير قادر علي التعامل مع العالم الخارجي غير قادر علي تقبل أي نوع ولو بسيط من أنواع العلاج الكثيرة ,, ناهيك عــن الإنتكاسات المرضية التي أصبحت بصفة دورية وفد أتت علي صحته تمامآ لدرجة إنــه لن يستطيع الوقوف علي قدميه مرة أخري لمواجهة العالم مرة ثانية ,,, وإن كسب شئ فسيكسب شئ واحــد فقط ,, وهو إذدراء العالم كله ....


وتتصاعد حدة الخلافات في بيت الأهل , كل فــرد مع الآخر يلقون بالإتهامات علي بعضهم البعض ,, متعللين بأن الآخـر هو السبب في إعتلال صحة شخص السياسة مريضنا الحالي ,, تخيلوا معي فقد نشأ هذا الفتي وسط عائلة بهذه الصفات والأخلاق والأفكار ولم يمــر عليه يوم واحد بدون شتائم وإهانات وضغينة وكراهية وتدبير المكائد للآخــر ,,, وبدلآ من أن يجتمعوا سويـــآ لإنقاذ إبنهم الذي يتعرض يوميآ لإنتكاسة مرضية قد تؤدي بحياته , يقوموا بإعطائه كمية من الأفكار المسمومة التي تساعد علي إهـــدار حياته ,,, ويتــركوه يعاني من آلامــه وحـــده ,, والأدهي من ذلك إنهم يلتفتوا إلي نفسهم ليجهزوا علي بعضهم البعض متعللين بأن الطرف الآخر هو السبب في إنتكاسة شخص السياسة المرضية ,,


كان الكونسولتو واقفآ ومتفهمـــآ للخلفيــة الإجتماعية للمريض وقد قام بدراسة الحالة الإجتماعية والداخلية للمريض ,, ولابد من علاجه لإنـــه عنوان هــذه الأسرة ,, وقــد تساءل البعض من الأطباء المعالجين هل يفيـــد علاج هـــذه الحالة المتردية بهذا الشكل ؟؟ أم إنـــه ولابــد مــن إستئصال أجـــزاء كثـــيرة المستسببة للأمــراض الواحد تـــلو الآخـــر ,, أم فصــل السياسة عــن الدين , أقصــد الأســرة ,, وعــودة الأسرة والأهــل إلي الأسطبل في الجزيرة العربية والعيش في الصحــراء كمــا كان الحـــال من 1400 سنة , يعيشون حياة بلا ملامح وبلا مبادئ عــدا بعض الأفكار المسمومة المنزلة كما يزعمـــون ,,,,


وهنا يصبح لا سياسة لهم ولا يملكون حــق إمتلاكها , إنهم يمتلكون فقط بعض العادات والتقاليد التي تتسبب في كثير من الأمراض المــزمنــة التي قــد تؤدي بحياة المصاب بـــــها ,, فالوقاية خــير من العــلاج !!! إن عـــزل هــؤلاء الأهــل عــن بقيــة المجتمع الدولي ووضعهم في مكان منعزل حتي تقوم عاداتهم وتقاليدهم و أفكارهم المسمومة بالقضاء عليهم دون تأثير يذكر علي المجتمع ,,, وبهذه العملية الجراحية يتم إستئصال اكبر جـــزء من المرض ,, وبعدها سنجد أن جســـد المـــريض يســترد عافيتــــه تــدريجيــآ وتــدب الحيـــاة في أوصالـــه من جــديد ,, ولينتج لنـــا أســـرة جــديدة , أســـرة كــل أفــرادها أصحاء أقويــاء أذكيـــاء يعتمد عليهم في المستقبل ,, يعتمد عليهم في معارك الحياة , المعارك التي لاتهــدم حياة النــاس وأبنائهم من بعدهم ,,,,,,,


هـــل مــن معـــالج ؟؟


وبعــد تصوري هــذا إخوتي و أخواتي !!! إتضح لــي أن تصــوري خاطئ كلـــية ,, لإنــه أصــلآ لايوجــد مستشفيـــات لعـــلاج مثــل هــذه الحــالات المستعصيـــــة ,, عشان كــده بأقـــول لأهــل المريض ده ولعــــــــــــوا في بعضكم أحســـن علي الأقــــل نخلص منكم ونرتــــــــــــــــاح بقي !!!!






بـــلاك إيجــــل
++++++++++++++++++++++++++++++++++++












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق